recent posts

banner image

التوكل على الله والثقة بالنفس

يااااه عنوان كبيييييييييير فى معناه بالرغم من قلة كلماته .

ايه اللى خلانى اكتب التدوينة دى انى كان من فترة جالى فترة احباط شديد بسبب ﻻ فى شغل وﻻ اى حاجة والواحد زعل على اللى ضيعه من مجهود وأموال ووقت علشان يتعمق فى تخصص اﻻتصاﻻت ولكن صدمت بالواقع.
بس طبعا الكلام ده كان زمان لكن فى الوقت الحالى تقبلت الوضع والحمد لله وكل شىء قسمه ونصيب .
لكن اللى جعلنى اتذكر هذا الكلام ان قابلت أكثر من شخص وحالة اﻻحباط ماسكة فيه ومش راضيه تتركه فى حاله وكمان ﻷنى ملاحظ ان معظم الشباب فى الوطن العربى كله ومش هانكر لما أقول انى منهم للاسف بيضيعوا وقتهم فى أشياء ﻻ تستحق ان ننظر لها حتى .
فتذكرت قصة الحمار , ايوه قصة الحمار مستغربين ليه ^_^ انا عارف ان كل واحد هايقولى ماانت كنت بتتكلم كويس دلوقتى اﻻ اللى حصل . مفيش حاجة حصلت بس لما تقرأوا القصة هاتعرفوا انا كنت اقصد ايه .انا بالصدفة لقيتها عندى كنت محتفظ بها منذ تقريبا سنة ونصف فحبيت اشارككم بها وانا عارف انها مشهورة كتير بس حبيت أفكر الناس اللى يأست وفاض بها الكيل ان تنسى مافات وان تركز على المستقبل وكل واحد هاياخذ رزقه اللى قسمه الله عز وجل له وبالتالى ﻻ يبقى لنا اﻻ اﻻجتهاد والصبر .


القصة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية يرويها لنا التاريخ .وهي تحكي ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين – يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير – وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق ,تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون

فقال أحدهم واسمه " محمد " افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا ؟
فقالا يا محمد إن هذا غير ممكن . فقال : افترضا جدلاً أني خليفة ..

فقال أحدهم هذا محال وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً ..
قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة , وهام محمد في أحلام اليقظة .
وتخيل نفسه على عرش الخلافة وقال لأحدهما : ماذا تتمنى أيها الرجل ؟

فقال : أريد حدائق غنّاء , وماذا بعد قال الرجل : إسطبلاً من الخيل ,
وماذا بعد ,
قال الرجل : أريد مائة جارية ..
وماذا بعد أيها الرجل ,
قال مائة ألف دينار ذهب .
ثم ماذا بعد ,
يكفي ذلك يا أمير المؤمنين .

كل ذلك و محمد ابن أبي عامر يسبح في خياله الطموح ويرى نفسه على عرش الخلافة ,
ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة
ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان يأخذ ,
وهو ينفق بعد أن كان يطلب ,
وهو يأمر بعد أن كان ينفذ

وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخر وقال

ماذا تريد أيها الرجل . فقال : يا محمد إنما أنت حمّار ,
والحمار لا يصلح أن يكون خليفة .
فقال محمد : يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى ؟
فقال الرجل أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة ,
فقال محمد دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل ,
فقال الرجل : إسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة
فاجعلني على حمار ووجه وجهي إلى الوراء
وأمر منادي يمشي معي في أزقة المدينة
وينادي أيها النااااااا س ! أيها الناااااا س ! هذا دجال محتال
من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن

وانتهى الحوار ونام الجميع ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر ..
صحيح الذي يعمل حمارا لن يصل إلى الخلافة , فكر محمد كثيرا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود . توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوة الأولى حيث قرر أنه يجب بيع الحمار وفعلاً باع الحمار

هل تعلم ما هو الحمار الذي يجب أن نبيعه جميعاً ,
هي تلك القناعات التي يحملها الكثير مثل – لا أستطيع – لا أصلح – لست أهلاً .
كأن يقول لنفسه أنا سيء . أنا لا أنفع في شيء ,
وأن تستبدلها بقولنا أنا أستطيع بإذن الله , يمكن أن أقدم خيراً ,
يمكنني أن أساهم في بناء المجتمع ..


إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني ***** عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

وانطلق ابن أبي عامر بكل إصرار وجد . يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف .
وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط –
تخيلوا .. أخواني ... أخواتي الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمار يبذله في عمله الجديد ..
أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس .

ثم يموت الخليفة الأموي ويتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات , وهل يمكن لهذا الطفل الصغير من إدارة شئون الدولة ؟

وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه...
فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية , وتم الاختيار على محمد ابن أبي عامر وابن أبي غالب والمصحفي .

وكان محمد ابن أبي عامر مقرب إلى صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها ووشى بالمصحفي عندها وأزيل المصحفي من الوصاية
وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد

ثم اتخذ مجموعة من القرارات :
فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه , وقرر انتقال شئون الحكم إلى قصره , وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية , وسميت بالدولة العامرية . هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر , واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .

أخواني ... أخواتي ..
القصة لم تنتهي بعد

ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار
والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء ..
تذكر صاحبيه الحمارين

فأرسل أحد الجند وقال له : اذهب إلى مكان كذا
فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتي بهما .
أمرك سيدي ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان ...
العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي ..
بنفس العقلية حمار منذ ثلاثين سنة .. قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما ,
أمير المؤمنين إننا لم نذنب . لم نفعل شيئاً .. ما جرمنا ..

قال الجندي : أمرني أن آتي بكما . ووصلوا إلى القصر , دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة ..
قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد ...

قال الحاجب المنصور : اعرفتماني ؟
قالا نعم يا أمير المؤمنين , ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ,

قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال :
كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة
وكنا نعمل حمارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر
فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا ؟ فتمنيا

ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان ؟ قال الرجل حدائق غنّاء ,
فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا .
وماذا بعد قال الرجل : اسطبل من الخيل
قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد ؟
قال مائة جارية , قال الخليفة لك مائة من الجواري ثم ماذا ؟
قال الرجل مائة ألف دينار ذهب ,
قال : هو لك وماذا بعد ؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين .
قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل – وتدخل عليّ بغير حجاب .

ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ؟
قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين ,
قال : لا و الله حتى تخبرهم
قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين ,
قال : حتى تخبرهم .
فقال الرجل :
قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء
وأمر منادي ينادي في الناس
أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن

قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر
افعلوا به ما تمنى
حتى يعلم أن الله على كل شيء قدير


أخي .. أختي ...
هل يمكن أن تحقق أحلامك وأن تصل إلى أهدافك قل وبكل ثقة – نعم إن شاء الله وتذكر دائما
إن الله على كل شيء قدير

وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء "
أخي .. أختي .. ظن بربك خيرا , ظن أن الله سيوفقك ويحقق لك آمالك فإن كنت تظن بالله حسناً تجد خيرا وإن ظننت به غير ذلك ستجد ما ظننت

أرجو ان تكونوا فهمتم المغزى من وضعى لهذه القصة . يجب علينا ان نثق بنفسنا وبقدراتنا وﻻ ندع اى شىء او اى شخص ان يحبطنا او حتى ﻻ ندع أنفسنا ان تحبطنا وأن نتوجه لتحقيق حلمنا ولو أخذ مننا سنين ومجهود ولكن يجب ان ﻻ نيأس وقبل كل ذلك الثقة بالله عز وجل والتوكل عليه عز وجل حتى يعيننا فهو المعين والرازق .
 
التوكل على الله والثقة بالنفس التوكل على الله والثقة بالنفس Reviewed by DISASTERS NEWS on 12/19/2010 08:10:00 ص Rating: 5

هناك 8 تعليقات:

  1. موضوع جميل :)
    بارك الله فيك ..رائع جداً ومعبر
    لي سؤال هل قصة الحمارين هذه حقيقة ام مجرد خيالية ؟
    شكرا لك

    ردحذف
  2. القصة حسب ماقرأت عنها انها حقيقية ان شاء الله .
    نورت المدونة

    ردحذف
  3. السلام عليكم أخي محمود
    حقيقة أخي ما قلت
    "هل يمكن أن تحقق أحلامك وأن تصل إلى أهدافك قل وبكل ثقة – نعم إن شاء الله وتذكر دائما إن الله على كل شيء قدير"

    ردحذف
  4. اشكرك عارف ليه عشان ضفتلي معلومة جديدة بمعرفتي بهذه القصة التي لم اكن اعرفها مع عشقي واهتمامي بالقصص التاريخية والتاريخ الاسلامي بالخصوص

    ردحذف
  5. الشكر لله
    نورت المدونة
    انا كنت اعشق التاريخ جدااا وخاصة تاريخ الفراعنة والتاريخ اﻻسلامى

    ردحذف
  6. أخي بارك الله فيك وجزاك عنا خير الجزاء

    القصة جاءت في وقتها

    واتمنى من كل انسان ان يقرأ هذه القصة وان يفهم المغزى منها:)

    نور الله دربك ونولك ما تريد ووفقك الله لما يحب ويرضى

    ردحذف
  7. رائع .. بارك الله فيك

    ردحذف
  8. كلام جميل شكرا لك

    ردحذف

يتم التشغيل بواسطة Blogger.